الأشخاص المؤهلين لمعاينة الجرائم البيئية
كل التشريعات البيئية حددت الأشخاص المؤهلين
لمعاينة الانتهاكات الصارخة لأحكامه، والذين يمارسون مهامهم جنبا إلى جنب مع
الشرطة القضائية وهذا في مجال تخصَصاتهم، فإلى جانب مفتشي البيئة نجد أسلاك الدرك
الوطني والأمن والشرطة البلدية، وشرطة المناجم[1]،
ومفتشي الصيد البحري، ومفتشي العمل، ومفتشي التجارة، ومفتشي السياحة، وحراس
الموانئ، وحراس الشواطئ، أعوان الجمارك، ضباط وأعوان الحماية المدنية[2].
كما استحدث المشرع في قانون المتعلق بالمياه شرطة المياه[3] والذين يعتبرون أعوان تابعين للإدارة المكلفة بالموارد
المائية يؤدون اليمين القانونية، ويؤهلون بالبحث ومعاينة مخالفات التشريع الخاص
بالمياه، ولقد منحهم هذا القانون سلطة الدخول إلى المنشآت والهياكل المستغلة
بعنوان استعمال الأملاك العمومية للمياه، كما يمكنهم مطالبة مالك أو مستغل هذه
المنشآت والهياكل بتشغيلها من أجل القيام بالتحقيقات اللازمة، كما يمكنهم أن
يطلبوا الإطلاع على كل الوثائق الضرورية لتأدية مهمتهم، ويمكنهم تقديم كل شخص
متلبس بتهمة المساس بالأملاك العمومية للمياه، أمام وكيل الجمهورية أو ضابط الشرطة
القضائية المختص، ولهم الحق في طلب تسخير القوة العمومية لمساعدتهم لممارسة مهامهم[4].
إلا أنه وبالرغم من هذا العدد
الكبير لمعايني الجرائم البيئية، فإن التجربة والواقع أثبتا وجود صعوبات جمة
تعترضهم بمناسبة أداء مهامهم، سواء تعلقت بنقص التأهيل العلمي المتخصص لبعض
الأسلاك أو قد تعود لضعف الإمكانيات المتاحة[5].
ولعل أهم جهاز أنيط له مهمة
معاينة الجرائم البيئية هم مفتشوا البيئة، فلقد نصت أحكام قانون البيئة 03/10 على
أنه يؤهل لمعاينة مخالفات وجنح هذا القانون مفتشوا البيئة، وهذا سواء تعلق الأمر
بالجرائم التي نص عليها، أو حتى تلك التي هي منصوص عليها في قوانين أو نصوص
تنظيمية أخرى تهتم بالبيئة.
ولقد حدد المشرع بموجب المرسوم
الرئاسي 88/277 إجراءات تعيين مفتشي البيئة وكذا مهامهم[6]
التي يباشرونها بعد أداءهم لليمين القانونية أمام محكمة مقر إقامتهم الإدارية.
أما عن أهم اختصاصات مفتشوا
البيئة فهي تتمثل في:
- السهر على تطبيق النصوص
التنظيمية في مجال حماية البيئة و في كل مجالاتها الحيوية الأرضية الجوية،
الهوائية، البحرية، وهذا من جميع أشكال التلوث.
- مراقبة مدى مطابقة المنشآت
المصنفة للتشريع المعمول به، وكذا شروط معالجة النفايات أيا كان نوعها ومصدرها،
ومراقبة مدى احترام شروط إثارة الضجيج.
- التعاون والتشاور مع
المصالح المختصة لمراقبة النشاطات المستعمل فيها مواد خطيرة، كالمواد الكيماوية
والمشعة ومراقبة جميع مصادر التلوث والأضرار.
ويوضع مفتشوا البيئة تحت وصاية
وزير البيئة، الذي بإمكانه هو أو الوالي المعني أن يسند لهم أية مهمة في المجال
البيئي.
وفي إطار أداء مهامهم فإن لهم أن
يحرروا محاضر بالمخالفات التي عاينوها والتي يجب أن تحتوي على:
- اسم ولقب وصفة مفتش البيئة
المكلف بالرقابة.
- تحديد هوية مرتكب المخالفة
ونشاطه وتاريخ فحص الأماكن، اليوم، الساعة، الموقع والظروف التي جرت فيها
المعاينة، والتدابير التي تم اتخاذها في عين المكان.
- ذكر المخالفة التي تمت
معاينتها والنصوص القانونية التي تجرم هذا الفعل .
ويلزم القانون مفتش البيئة
بإرسال محاضر المخالفات إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا خلال 15 يوما من تاريخ
إجراء المعاينة، كما ترسل هذه المحاضر إلى المعني بالأمر، وهذا تحت طائلة البطلان[7] .
وتجدر الإشارة بأن لهذه المحاضر حجية إلى غاية
إثبات العكس، وللإعتداد بهذه الحجية يشترط في المحضر:
- أن يكون صحيحا ومستوفيا
لجميع الشروط الشكلية.
- أن يكون قد تم تحريره من
طرف مفتش البيئة ويكون داخلا في اختصاصاته، وأن لا يحرر فيه إلا ما قد يكون عاينه.
-عدم
تجاوز الصلاحيات المحددة لمفتش البيئة
[1]- المادة 54 من
قانون 01/10 المتضمن قانون المناجم تنص:" تنشأ شرطة المناجم المشكلة من سلك
مهندسي المناجم التابعين للوكالة الوطنية للجيولوجيا و المراقبة المنجمية..."
كما تنص المادة 178 من نفس القانون:" ... يترتب على معاينة مخالفة ما، إعداد
محضر يسرد فيه العون المحرر للمحضر بدقة الوقائع المثبتة و كذا التصريحات التي
جمعها... تبقى حجية المحاضر قائمة إلى غاية إثبات العكس، وهو
لايخضع إلى التأييد.... يرسل المحضر إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا في أجل لا
يتجاوز ثمانية (8) أيام مع إشعار الوكالة الوطنية للجيولوجيا و المراقبة المنجمية
بذلك"
[2] - المادة 111 من قانون 03/10 المؤرخ في 19 يوليو 2003
المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة.
[6] - المرسوم الرئاسي رقم 88/277 المؤرخ في 5/11/1988
المتضمن اختصاصات أسلاك المفتشين المكلفين بحماية البيئة و تنظيمها و عملها .
[7] - المادة 112 من قانون 03/10
المؤرخ في 19 يوليو 2003 المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire