نظام الإلزام
لقد سبق الإشارة أنه من خصائص
قانون حماية البيئة، أنه ذو طابع تنظيمي آمر، فمن هذه الخاصية يجد نظام الإلزام
مصدره، كما يجد أصله ضمن مبدأ النشاط الوقائي وتصحيح الأضرار البيئية بالأولوية
عند المصدر[1]
principe de prévention et la
lutte a la source Le
والإلزام هو عكس الحظر، لأن هذا الأخير إجراء قانوني وإداري يتم من خلاله
منع إتيان النشاط، فهو بذلك يعتبر إجراء سلبي، في حين أن الإلزام هو ضرورة القيام
بتصرف معين، فهو إجراء إيجابي.
لذلك تلجأ الإدارة لهذا الأسلوب
من أجل إلزام الأفراد على القيام ببعض التصرفات لتكريس
الحماية والمحافظة على البيئة.
وفي التشريعات البيئية هناك
العديد من الأمثلة التي تجسد أسلوب الإلزام، ففي إطار حماية الهواء والجو نصت
المادة 46 من قانون 03/10 على أنه يجب على الوحدات الصناعية إتخاذ كل التدابير
اللازمة للتقليص أو الكف من استعمال المواد المتسببة في إفقار طبقة الأوزون.
وفيما يخص النفايات ألزم المشرع
في قانون 01/19 كل منتج أو حائز للنفايات أن يتخذ كل الإجراءات الضرورية لتفادي
إنتاج النفايات بأقصى قدر ممكن، وذلك بإعتماد وإستعمال تقنيات أكثر نظافة وأقل
إنتاجاً للنفايات[2]،
كما يلزم بالتصريح للوزير المكلف بالبيئة بالمعلومات المتعلقة بطبيعة وكمية وخصائص
النفايات، أما النفايات المنزلية فأصبح لزاماُ على كل حائز للنفايات وما شابهها
استعمال نظام الفرز والجمع والنقل الموضوع تحت تصرفه من طرف البلدية، والتي ينشأ
على مستواها مخطط بلدي لتسيير النفايات المنزلية.
وبرجوعنا إلى قانون 03/02 المحدد
للقواعد العامة لإستغلال الشواطئ، فنجده ينص على مجموعة من الإلتزامات تقع على
صاحب إمتياز الشاطئ منها حماية الحالة الطبيعية وإعادة الأماكن إلى حالتها بعد إنتهاء
موسم الإصطياف، كما يقع عليه عبء القيام بنزع النفايات.
ونجد كذلك قواعد الإلزام في
قانون 85/05 المتعلق بحماية الصحة، إذ ينص في المادة 46 على أنه يلتزم جميع
المواطنين بمراعاة قواعد الوقاية من مضار الضجيج.
كما يلزم قانون المناجم صاحب
السند المنجمي أو صاحب رخصة استغلال مقالع الحجارة والمرامل أن يضع نظاماً للوقاية
من الأخطار الجسيمة التي يمكن أن تنجم عن نشاطه.
[1] -عرف المشرع الجزائري في المادة 03 من قانون 03/10 مبدأ
النشاط الوقائي وتصحيح الأضرار البيئية بالأولوية عند المصدر بحيث نص "ويكون
ذلك باستعمال أحسن التقنيات المتوفرة وبتكلفة اقتصادية مقبولة. و يلزم كل شخص،
يمكن أن يلحق نشاطه ضرراً كبيراً بالبيئة،
مراعاة مصالح الغير قبل التصرف".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire